الذهب لديمبيلي والخذلان لحكيمي: حين تختلط الرياضة بالسياسة

دخل النجم الفرنسي-الموريتاني الأصل أوسمان ديمبيلي التاريخ من أوسع أبوابه بتتويجه بالكرة الذهبية، متفوقاً على الموهبة الكتالونية لامين يامال، بعد موسم استثنائي مع باريس سان جيرمان، وقد حمل
التتويج رمزية خاصة، إذ أعاد الاعتبار لمسيرة لاعب عرف النكبات والإصابات، قبل أن ينهض ويثبت أن الإرادة تصنع المستحيل،
غير أن الحفل لم يخلُ من التذكير بملف آخر أثار جدلاً كبيراً، قضية اتهام النجم المغربي أشرف حكيمي في فرنسا بالتحرش. القضية التي لم تُحسم قضائياً بعد، يرى كثيرون أنها كانت أداة ضغط وتصفية حسابات أكثر من كونها مساراً قضائياً عادلاً، خصوصاً أن حكيمي ظل رقماً صعباً في ناديه ومنتخب بلاده، وارتبط اسمه بمواقف داعمة لفلسطين ومناهضة لتيارات معينة في المشهد الفرنسي،
بالنسبة للعديد من المتابعين، خصوصاً في المغرب والعالم العربي، هناك انطباع بأن الجوائز والاتهامات لا تُوزَّع فقط وفق الأداء الرياضي أو الحقائق القانونية، بل أيضاً وفق ما هو « فرنسي صرف » وما هو خارج عن النسق الفرنسي.
فبينما يُحتفى بديمبيلي كفرنسي متألق،

يواجه حكيمي تهميشاً وتشويهاً إعلامياً، وهو ما جعل الكثير من المغاربة يشعرون بـ »الخيانة » من الإعلام الفرنسي الذي غالباً ما يرفع شعارات العدالة والحياد لكنه يتعامل بمعايير مزدوجة،وهناك سؤالا يكرح نفسه
هل الكرة الذهبية تعكس فعلاً الأداء فوق العشب، أم أنها أصبحت ساحة صراع بين لوبيات إعلامية وسياسية؟ وهل ما تعرض له حكيمي رسالة مبطنة لكل لاعب لا يسير وفق هوى مراكز القوة في باريس؟
في النهاية، يبقى تتويج ديمبيلي لحظة فخر كروية، لكنه في الوقت ذاته يكشف أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة، بل فضاءً تختلط فيه الرياضة بالسياسة، والنجاح بالتصفيات، والحلم بالخذلان.

وهذه بعض
بعض التصريحات والآراء التي ظهرت من صحفيين ومحللين فرنسيين، أو من منظمات قانونية، والتي يمكن إضافتها للمقال التحليلي لتدعيم فكرة وجود ازدواجية في المعاملة بين ديمبيلي وحكيمي:


تصريحات وآراء فرنسية وقانونية تُثري التحليل

  1. كارل توكو إكامبي (مهاجم سابق في ليون):
    قال بأن هناك شيء يزعج الفرنسيين من احتمال أن يفوز ديمبيلي بالكرة الذهبية قبل كيليان مبابي. رأيه أن الإعلام الفرنسي والجماهير أقل دعماً لديمبيلي، بالرغم من أدائه المميز، مقارنة بالدعم الذي قد يتلقاه لاعب مثل لامين يمال في إسبانيا.
  2. جناح الإعلام الرياضي الفرنسي — دعم لحكيمي في جائزة الكرة الذهبية:
    المحلل جان ميشيل لاركيه قال إنه من المفيد لكرة القدم أن نرى مدافعاً يُمنح تقديراً عالياً، ووصف حكيمي بأنه “أعاد اختراع مركز الظهير” وسلط الضوء على ثنائي الظهير في باريس سان جيرمان (هو مع نونو مينديز) كأفضل زوج ظهر في العالم.
    كيفن دياز في برنامج After Foot ذهب أبعد من ذلك، وقال إنه يفضل حكيمي في صوته لجائزة الكرة الذهبية، مشيراً إلى اتساقه وإحصائياته العالية هذا الموسم، والتي وصفها بأنها “إحصائيات مهاجم في عدة بطولات”.
  3. منظمات قانونية مغربية تتابع قضية حكيمي:
    نادي المحامين بالمغرب أصدر بياناً رسمياً يشير إلى “انتهاكات جسيمة في الحقوق الإجرائية” في القضية، منها الاعتماد فقط على الشهادة اللفظية، غياب تقرير طبي أو خبرة عدلية في البداية، والتأخر الزمني في المسطرة. وصف البيان أن “هذه الضغوط الإعلامية تُضعف مبدأ براءة المتهم حتى تثبت إدانته”.
    كذلك، تم إطلاق عريضة في فرنسا من ناشطين احتجاجاً على ما وصفوه بـ “الحملة التشهيرية” ضد حكيمي، مطالبين باحترام مبدأ البراءة وتأمين محاكمة عادلة.
  4. تعليقات على تصريحات حكيمي نفسها:
    حكيمي قال في مقابلة إنه “يستحق” جائزته كذلك، مستنداً إلى إحصائيات مميزة رغم كونه مدافعاً، وأن عدد الأهداف والتمريرات الحاسمة لديه تكاد تكون مثل مهاجم في عدة بطولات. هذا التموقع الشخصي وجرأته في القول “أنا أستحق” أثارا ردود فعل من الإعلام والخلية الداخلية في النادي. و
    وفق الصحافة الفرنسية، باريس سان جرمان حاولت “ترويض” جزء من تصريحات حكيمي حول رغبته بالحصول على الكرة الذهبية، خوفاً من أن تفتح أزمة داخل النادي أو بين اللاعبين — خاصة مع المنافسة الواضحة بين ديمبيلي وحكيمي على بعض الأضواء.
    قراءة تحليلية باستخدام هذه التصريحات
    التصريحات تُرسم صورة معقدة تُظهر أن البلاد (أو الإعلام الفرنسي) قد لا تكون دائماً محايدة تماماً، وأن مزيجاً من الهوية، الأصل، التصاق الإعلام بالنجوم “الرسمية” (أي من يُنظر إليهم كـ “الفرنسيّ تماماً” أو “النجم الصاعد المعترف به”) يلعب دوراً في من يتحصل على الدعم الإعلامي، أو يكون محط التغطية الإيجابية،
    دعم حكيمي إعلامياً كان واضحاً أيضاً، إلا أن هذا الدعم غالباً ما يأتي ضمن ما يُمكن وصفه بأنه “رد فعل” أو محاولة تعديل صورتها، وليس دعماً متواصلاً يُعطيه الأسبقية مثلما قد يُمنحها لنجم يُعتبر داخل المنظومة الفرنسية الأكبر، مثل مبابي أو لاعبين آخرين لهم تأييد أكبر في الصحافة والرأي العام الفرنسي،لكن
    الاتهامات المنسوبة إلى حكيمي، رغم أنها قيد التحقيق، أثارت نقاشاً ليس فقط قانونياً بل سياسياً وإعلامياً، إذ يشير بعض المغاربة إلى أنها قد تُستخدم كآلية “تسقيط” أو “تصفية حسابات” في ظل أن اللاعب مغربي الأصل، ومعروف بمواقفه، مما يجعل الاتهام له يحظى بتغطية إعلامية مختلفة عما لو كان الأمر متعلقاً بلاعب “فرنسي محلي صرف”،