من الذاكرة الرياضية المراكشية 6

محمد فلال
تستحضر الدولية للإعلام في جولتها السادسة من الذاكرة الرياضية المراكشية هرما من اهرامات حراس المرمى المغاربة و أسطورة كرة القدم المراكشية ، و نعني به احمد بلقرشي ( الشاوي ) رحمه الله ، رأى النور في 1952 بضرب ضباشي بالمدينة العتيقة و درس بمدرسة القنارية الإبتدائية ، غير أن ميولاته ة عشقه الجنوني للمستديرة جعله يهمل الدراسة و يتغيب من حين لآخر عن الدروس ، و كان رحمه الله يودع محفظته لدى بقال الحي و ينصرف قصد المشاركة مع أقرانه في مباريات فرق الأحياء ، و كثيرا ما كان استاذه الشرايبي ينبهه للاهتمام بواجباته المدرسية لكن الشاوي كانت لها طموحات أكبر من الدراسة ، و كما كان قد حكى لنا الراحل قيد حياته في أحد المرات اجابه مدرسه ( إلى ما جات بالقلم غادي تجي بالقدم ) و غادر الشاوي فصول الدراسة و التحق بنادي الكوكب في سن الثالثة عشر من عمره حيث خاض أول اختبار تجريبي ضمن من مجموعة من الأطفال و تفوق على الجميع بعدما أبهر الشاوي المدرب كريمو رحمه الله الذي كان يشرف على تدريب صغار و فتيان و شبان الكوكب ، لموقع اول رخصة ضمن الفتيان و من هنا كانت الانطلاقة الحقيقية للشاوي كاحسن و اجود حراس المرمى الناشئين، و بفضل مستواه العالي و موهبته التي ولدت بالفطرة نودي عليه للمنتخب الوطني شبان حيث شارك في دوري لوهافر بفرنسا و اختير كاحسن حارس في الدوري . و في عام 1972 شارك في كأس أمم أفريقيا في عهد مشاهير الكرة المغربية من قبل : بيتشو . خليفة . بأموس. احرضان. بوجمعة حليفة . الفيلا لي. مولاي إدريس. و غيرهم . بعدها شارك في الألعاب الأولمبية بمبونيخ ألمانيا موسم 1972 ، و دورة بعد أخرى تزداد موهبته تفجيرا و عطاء مميزا ليفرض وجوده كواحد من أبرز و أجود حراس المرمى على الصعيد الوطني . و تبقى أجمل ذكرى في حياة المرحوم الشاوي هي المباراة التي كان قد جمعت بين منتخب الزايير و المنتخب الوطني في منتصف السبعينات و ما رافقها من ظلم تحكيمي و شغب إلى حد كما روى المرحوم رزقه بالحجارة وراء الشباك و القى ثعبان عليه من قبل أحد جماهير الزايير لكن الراحل صمد و دادي عن مرماه بقتالية و ارتماءاته الانتحارية و عقب ركنية لصالح الزايير تعرض للدفع و سقط أرضا أمام أنظار حكم النزال و سجل على المنتخب الوطني هدفا غير مشروع أقصى المغرب . الشاوي في مسيرته الرياضية لم يغنم بالمال سوى بوظيفة كمصرفي بالبنك بفضل تدخل أحد رجالات مراكش . و من بين لاعبي الكوكب الذين جاورهم الراحل نخص يذكر. القزويني . المراكشي. الشجعي. شوبار الجرايدي . كريمو . مولاي لحسن . السردي . بن ديدان . طولاب. الزمراني. لبيض. بنيس . و اخرون .
بعد الاعتزال من الممارسة تفرغ المرحوم الشاوي للاشراف على تدريب حراس المرمى للفئات العمرية بمركز التكوين القنسولي للكوكب قصد الاستفادة من تجاربه و خبراته ، و عمل بجد و صبر و تضحية رغم هزيلة الراتب إلى أن الم به المرض و حثم عليه الخضوع للعديد من الفحوصات الطبية و العلاج إلى أن غادر الدنيا في غشت 2021. و رغم رحيله عن الساحة الرياضية فإنه ظل مثالا للتضحية و الحب و الوفاء للكوكب، و لازال اسمه يتردد في كل المناسبات و صورته راسخة في مخيلات كل النراكشيين.