
رغم مرور السنوات، يظل فقدان الوالدين وجعاً لا يشفى، وفراغاً لا يملؤه أحد. فالأب والأم ليسا مجرد أشخاص مرّوا في حياتنا، بل هما الجذور التي تشدّنا إلى الأرض، والظل الذي نحتمي به مهما كبرنا.
وبمجرد أن يغادرا الدنيا، ندرك أن كل شيء يمكن أن يُعوّض إلا هما.و
كم هو مؤلم أن تزور قبريهما، تسلّم عليهما بصوتٍ لا يسمعانه، وتخبرهما عمّا تغيّر في حياتك، وتعود وأنت تحمل في صدرك ثِقلاً لا يزول.
لكنّ الرحمة واسعة، والدعاء يصل وما يزالان بإذن الله يشعران ببِرّك وحنان قلبك، وإن غاب الجسد.
🌸 وصية لكل من لا يزال يرى والديه
إذا كنتَ من الذين ما زال القدر جميلاً معهم، ورزقهم نعمة النظر إلى والديهم كل صباح… فلا تُهمل هذه النعمة.
اقترب منهما… قبّل رأسيهما ، استمع لحديثهما ولو تكرر ألف مرة… فوالله ستتمنى سماع ذلك الصوت حين يصمت إلى الأبد.
اصبر على طلباتهما، فمهما ثقلت عليك فهي أخفّ من ألم الندم.
واسعَ بكل جهدك لإرضائهما، فبرّ الوالدين ليس عملاً عاديًا… بل هو باب من أبواب الجنة مفتوح لك اليوم وقد يُغلق غداً.
🤲 كيف يبقى الوالدان حيَّيْن في القلب؟
رحيلهما لا يعني النهاية، فالحب الذي تركاه في صدرك لا يموت. ومن أجمل صور الوفاء لهما:
الدعاء لهما في كل سجدة، فالدعاء يصل ويرفع مقامهما.
الصدقة الجارية ولو بشيء بسيط، فهي نور في قبريهما.
تذكُّرهما بكلمة طيبة، وزيارة مواقعهما، وإحياء ذكراهما بالرحمة لا بالحزن.
التعامل مع الناس بما علّمك والدك ووالدتك من الأخلاق والرفق.
فالدعاء هو أجمل ما يمكن أن يُهدى لوالدين غابا عن الدنيا وبقي اسمهما محفورًا في القلب.
🤲 دعاء عام بالرحمة والمغفرة لوالديك الكريميْن
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتغمد برحمته الواسعة:
الحاجة عائشة شخمان
و
الحاج بخاش أحمد
اللهم اجعل قبريهما روضة من رياض الجنة، واجزِهما بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا، ونوّر مرقدهما واغسلهما بالماء والثلج والبرد، واجمعهما في أعلى مراتب الفردوس، واجعل البركة في ذريتهما، وارزق من يدعو لهما أجرًا لا ينقطع. وجميع موتانا و موتى المسلمين جميعا.

