مأساة بوجدة: شرطي مرور يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد هجوم كلاب ضالة

شهدت مدينة وجدة واقعة مأساوية هزّت الرأي العام المغربي، بعدما توفي شرطي مرور تابع لولاية الأمن، إثر هجوم شنّته مجموعة من الكلاب الضالة عليه قرب حي لازاري أثناء عودته إلى منزله.
ورغم نقله بسرعة إلى المستشفى، نقلًا عن المصادر، إلا أن الجروح التي تعرض لها كانت قاتلة، حيث فارق الحياة في قسم الإنعاش — ما أثار صدمة وحزناً لدى أسرته وزملائه، وأعاد قضية الكلاب الضالة إلى الواجهة.
الكلاب الضالة ، مشكلة عمرها طويل لكن تداعياتها اليوم قاتلة!!
حادثة وجدة ليست الأولى من نوعها التي تضع حياة المواطنين في خطر بسبب انتشار الكلاب الضالة في شوارع مدننا . المشكلة لم تعد محصورة في ازعاج أو أمراض، بل وصلت إلى حد السلب للأرواح، العديد من الاطفال و الشيوخ ماتوا بسببها ،
موضوع الكلاب الضالة أثار جدلاً واسعاً منذ أن بدأ الحديث عن “تنظيف الشوارع” قبل بعض التظاهرات الرياضية الكبرى في البلاد ، لكن الإجراءات لم تكن كافية أو شاملة.
وقد أعلنت الحكومة سابقاً أنها تدعم خطة تعتمد على ‎TNR ‎(اصطياد – تعقيم – تلقيح – إعادة) كخيار إنساني لمعالجة الظاهرة. و
لكن الواقع على الأرض يشير إلى فشل شبه كامل لهذه الخطة في بعض المدن، حيث تستمر “قطاعات الكلاب الضالة” في التجول بحرية، دون مراقبة كافية، أو تدخل فعال من الجماعات المحلية والسلطات المعنية.
بعد أن دفع شرطي كان بأداء واجبه حياته ثمن غياب تدبير فعّال لظاهرة الكلاب الضالة، تبرز أمام الرأي العام عدة أسئلة:
أين كانت الجهات المسؤولة (العمالة، البلدية، الأمن المحلي) في المحافظة على سلامة السكان؟
لماذا تبقى الإجراءات ردهة مؤقتة أو شكلية؟ ما الضمانات أن اللقاحات، التعقيم أو الإيواء تنفذ بشكل منهجي؟ و
متى ستتحول التوصيات إلى خطة وطنية جادة؟ الكلاب الضالة أصبحت تهديداً حقيقياً للسلامة العامة ، ليست فقط حيوان ضال، بل خطر على البشر.
حادثة وجدة هي جرس إنذار أمام الجميع: الدولة، الجماعات المحلية، الجمعيات، والمجتمع المدني.
نناشد الجهات المعنية أن تتخذ اليوم:
خطة وطنية واضحة للحد من انتشار الكلاب الضالة بالتعقيم، التلقيح، الإيواء الإنساني، والمراقبة — وليس مجرّد حملات وقتية.
تطبيق قوانين صارمة على من يتخلّى عن حيوانه دون مسؤولية.
تعويض أسر الضحايا الذين فقدوا أحباءهم بسبب إهمال يُحتمل تفاديه.
كما نوجه دعماً لعائلة الفقيد — وإلى كل رجال ونساء أمننا الوطني — الذين يحمون حياتنا على الدوام.
إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله شهيد الواجب، وأسكنه فسيح جنانه، ونسأل الله أن يُلهم ذويه الصبر والسلوان.