
شهدت الجولة الأخيرة من دور المجموعات في كأس العرب فيفا مفاجآت من العيار الثقيل، أبرزها تأهل منتخبي فلسطين وسوريا إلى ربع النهائي، مقابل إقصاء المنتخب التونسي رغم فوزه الكبير على قطر 0-3 في مباراة قدّم خلالها “نسور قرطاج” أداءً قوياً لم يكن كافياً لعبورهم للدور الثاني بسبب تعقيدات الحسابات.
أما المنتخب القطري، مستضيف النسخة الحالية، فواصل نتائجه المتواضعة وغادر المنافسة من الدور الأول، في واحدة من أكبر الصدمات للجماهير القطرية والعربية.
إقصاء قطر بهذا الشكل طرح سؤالاً واسعاً بين المتابعين حول أسباب التراجع الكبير للمستوى الفني للفريق، خصوصاً بعد سنوات من الاستقرار والنتائج الجيدة.و
يرى عدد من المحللين أن قطر أخطأت حين بنت جزءاً كبيراً من منظومتها الكروية على لاعبين مجنّسين دون ضمان تكوين قاعدة محلية قوية.

ومع مرور الوقت، أصبح المنتخب يعاني من غياب هوية واضحة داخل الملعب، وتفاوت كبير في الانسجام، إضافة إلى ضعف التجديد بسبب محدودية المواهب الوطنية الجاهزة لتعويض الأسماء المُستقدمة من الخارج.
فرغم أن دوري نجوم قطر يُعتبر من أكثر الدوريات العربية استقطاباً للنجوم الأجانب، إلا أن هذا التوجه أثّر سلباً على فرصة بروز اللاعب القطري الشاب.
فالأندية تعتمد على لاعبين محترفين يشغلون معظم المراكز المؤثرة، ما يترك مساحة صغيرة جداً للمواهب المحلية لتطوير مستواها والتنافسية داخل المباريات.و
بعد الخروج المبكر من كأس آسيا والتغييرات التي عرفها الجهاز الفني، فقد المنتخب جزءاً من استقراره، وظهر ذلك جلياً في كأس العرب حيث افتقد الفريق للتوازن الدفاعي والفعالية الهجومية.و كذلك
الروح القتالية العالية التي تُميّز منتخبات فلسطين وسوريا مثلاً، لم تكن حاضرة لدى لاعبي قطر الذين بدوا متأثرين بالضغط الجماهيري والتنظيمي كونهم أصحاب الأرض.
تأهل فلسطين وسوريا استحقاقٌ يعكس تطور الكرة في البلدين رغم الظروف الصعبة، بينما خروج تونس وقطر يُعد رسالة واضحة بأن كرة القدم لم تعد تُحسم بالأسماء أو الميزانيات، بل بمنظومات التكوين والاستمرارية والروح الجماعية.فهل
حان الوقت لإعادة بناء منتخب قطري يعتمد على اللاعب القطري أولاً، بدل الاتكال على التجنيس؟.

