
يعبر الشارع الكروي المغربي عن رفض واسع للضغوط التي تُمارَس من أجل إعادة إدخال “المدرسة الفرنسية” إلى البنية التقنية للمنتخبات الوطنية، عبر تعيين المدرب الفرنسي لودوفيك باتيلي لقيادة منتخب أقل من 20 سنة، في وقت يرى فيه المغاربة أن هذا التوجه لا يخدم مصلحة الكرة الوطنية، بقدر ما يخدم مصالح شبكات معروفة بتضخيم النفوذ والصفقات داخل الجامعة.
ففي الوقت الذي استقبل فيه الجمهور قرار تعيين الإطار الوطني محمد وهبي مدرباً للمنتخب الأولمبي بترحيب كبير، باعتباره اختياراً منطقياً ومستحقاً مبنياً على الكفاءة، ظهرت بشكل مفاجئ تحركات لإعادة مدرب فرنسي إلى قيادة الفئات السنية، في عودة غير مفهومة إلى نموذج سبق أن جرّ على الكرة الوطنية سنوات من الضياع دون أي حصيلة تُذكر.
الجمهور يُجمع اليوم على أن هذه الخطوة لا علاقة لها بالتطوير أو بالرؤية التقنية، بل تبدو محاولة جديدة لفتح الباب أمام الاستفادة من مشاريع الجامعة والميزانيات الضخمة المخصّصة للتكوين، وهي نفس الأساليب التي دفعت المغرب في السابق إلى التخلّي عن نموذج أجنبي لم يقدم أي إضافة حقيقية.
الجماهير المغربية تؤكد بصوت واحد:
“نثق في الأطر الوطنية… ولا نريد العودة لمنظومة تدريب لم تُثمر شيئاً.”
كما يُذكّر المتتبعون بأن أكبر إنجازات الكرة المغربية خلال السنوات الأخيرة—من المنتخب الأول إلى الفئات السنية—كانت على يد مدربين مغاربة أو مشاريع مغربية صرفة، مما يجعل الإصرار على العودة إلى المدرسة الفرنسية خطوة غير مبررة تقنياً ولا مقبولة جماهيرياً.هكذا تكون
الرسالة واضحة:
لا لعودة المدرسة الفرنسية تحت أي ضغط.
لا لتكرار أخطاء الماضي.
والمواهب المغربية بحاجة لمدربين مغاربة يعرفون قيمتها، لا لصفقات تُبرَم خلف الكواليس.
