عندما تجمع الملوك ولا تُفرّقهم الكرة: نصف نهائي بروح الإخوة

تُستغل كرة القدم أحيانًا كغطاء لتصفية
الحسابات أو تصدير الأزمات، يظلّ الوعي الجمعي لشعوبٍ عريقةٍ، تقودها ممالك راسخة الجذور، يظل أقوى من هذه الممارسات ، و أكبر من أن يُختزل في نتيجة مباراة أو صافرة حكم. فالمنافسة الرياضية، مهما بلغت حدّتها، تبقى في إطارها النبيل: تنافس شريف لا يفسد للود قضية، ولا يقطع جسور الأخوّة بين الأشقاء.
هكذا تحضر مباريات نصف النهائي، لا كصدامٍ أو مواجهة، بل كـلقاء للأحبّة، يجمع بين مملكتين شقيقتين في كل مباراة، بروحٍ رياضية عالية ورسائل أعمق من مجرد البحث عن بطاقة عبور إلى النهائي.
الأردن والسعودية ديربي المملكتين بروح واحدة، ففي
نصف النهائي الأول، يلتقي المنتخب الأردني بنظيره السعودي، في مواجهة تحمل رمزية خاصة. فالأردن والمملكة العربية السعودية لا تجمعهما فقط الجغرافيا، بل تاريخ طويل من العلاقات الأخوية، والتنسيق المشترك، والاحترام المتبادل بين شعبين وقيادتين.
على أرض الملعب، يسعى كل منتخب لإثبات أحقيته الفنية، وتقديم أفضل ما لديه، لكن خارج المستطيل الأخضر، تسود لغة واحدة: لغة الأخوّة. جماهير متبادلة الاحترام، ولاعبون يدركون أن القميص الذي يرتدونه يمثل دولًا شقيقة قبل أن يمثل ألوانًا متنافسة. إنها مباراة تُلعب بشراسة رياضية، لكنها تُكتب بأخلاق الكبار،
المغرب والإمارات…ذ لقاء المودة قبل المنافسة

أما نصف النهائي الثاني، فيجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره الإماراتي، في مواجهة عنوانها الثقة والاحترام المتبادل. المغرب والإمارات نموذجان لعلاقات عربية متينة، تقوم على التعاون والتقدير المتبادل، وتترجمها اليوم مباراة كروية لا تبحث عن خصومة، بل عن متعة كروية راقية.في حين
المنتخب الوطني المغربي، بما راكمه من خبرة وحضور قارّي ودولي، يواجه منتخبًا إماراتيًا طموحًا يسعى لتأكيد مكانته. هي مباراة توازن بين الطموح والتجربة، وبين الرغبة في الفوز والحرص على صورة مشرفة لكرة القدم العربية، لهذا
فلا مكان للفتنة ولا للخطاب التحريضي. فشعوبٌ لها ملوك، وتاريخ، ووعي حضاري، لا يمكن أن تنجرّ خلف أوهام من يعتقد أن كرة القدم قادرة على تمزيق العلاقات أو زرع العداوة. هنا، تتجلى الرياضة في أنبل صورها: مساحة للتنافس الشريف، وجسرًا للتقارب لا للتباعد.