تثار في الآونة الأخيرة في المغرب نقاشات واسعة حول زواج المغاربة بالأفارقة، خصوصًا القادمين من جنوب الصحراء. هذه النقاشات غالبًا ما تكون مشحونة عاطفيًا وتثير جدلاً واسعًا، مما يستدعي تحليلًا موضوعيًا بعيدًا عن الانحيازات والأحكام المسبقة، الأفارقة بصفة عامة لديهم فكرة أن هذه البلدان يجب ان تكون تحت سيطرتهم لانهم اولى بقارتهم ، وان المغرب العربي صنعه المستعمر الفرنسي و البريطاني و الايطالي ، وهذا افتراء وتضليل ممن ينادون بذلك ،لهذا يخشي المغرب العربي
فقدان الهوية،كما يخشى البعض أن يؤدي هذا النوع من الزواج إلى فقدان الهوية الثقافية والدينية المغربية.
حيث تشكل الاختلافات الثقافية بين المجتمعين المغربي والأفريقي عقبة كبيرة أمام اندماج الأزواج وتكوين أسر متماسكة، دينيا فأغلب هذه الشعوب غير مسلمة مما سيجعل الأبناء يتبعون دين ابائهم ،كما ان
الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين الأفارقة يثير قلقًا بشأن مستقبل الأبناء من هذه الزيجات.
و يخشى ان تلعب العنصرية والتمييز ضد المهاجرين الأفارقة دورًا كبيرًا في تغذية المخاوف من هذا النوع من الزواج.
و عادتا ما تساهم الأخبار الكاذبة والشائعات حول المهاجرين الأفارقة في زيادة الخوف والقلق، ومع ذلك يبقى
الزواج حق من حقوق الإنسان الأساسية ولا يمكن تقييده بدواعٍ عنصرية أو ثقافية.
و الدليل ان هناك العديد من الزيجات المختلطة أثبتت نجاحها و متماسكة وسعيدة.
و تقع مسؤولية نجاح الزواج على عاتق الطرفين، وليس على أحد دون الآخر.
ومن بين الحلول التي يجب التشجيع عليها ، الحوار والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع المغربي.
ومكافحة كل أشكال العنصرية والتمييز ضد المهاجرين الأفارقة، و يجب توعية المجتمع بأهمية التسامح والقبول للآخر.فإن كان ذلك ممكنا ، فعلى النسؤولين وخاصة في وزارة الخارجية تسهيل الحصول التأشيرات لهؤلاء ، فهناك العديد منهم يعانون من رفط طلباتهم رغم الالحاح الكبير من الراغبين في الزواج بمغربيات ،كما يجب تطوير التشريعات لحماية حقوق جميع الأزواج والأسر تحت مظلة الاسلام ،
إن الخوف من الزواج بالأفارقة في المغرب هو أمر طبيعي،و يراعي مصلحة الوطن قبل كل شيء ، ولكنه يجب ألا يحول دون حق الأفراد في اختيار شريك حياتهم.

