الحاج خالد عوفي
في شوارع الدار البيضاء، يعيش المواطنون معاناة لا تنتهي، تزداد حدتها مع مرور الوقت، حيث يضطر كبار السن والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة للوقوف ساعات طويلة في انتظار الحافلات دون مقاعد تريحهم.
هذا الوضع، الذي يبدو للوهلة الأولى وكأنه مشهد عابر من مشاهد المدينة، أصبح اليوم قضية شائكة يثير استياء السكان ويطرح تساؤلات حول اهتمام الجهات المعنية بتوفير أبسط الخدمات الأساسية.
فقد تم في الفترة الأخيرة إزالة الكراسي من العديد من محطات الحافلات بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، تاركة المواطنين في مواجهة مباشرة مع ظروف الطقس المتقلبة، تحت الشمس الحارقة في الصيف وتحت الأمطار الغزيرة في الشتاء، دون مظلات تقيهم، ودون مقاعد يتكئون عليها.
مشهد أصبح مألوفًا في مختلف أحياء الدار البيضاء، باستثناء بعض المحطات وسط المدينة التي لا تزال تحتفظ بعدد محدود من الكراسي، رغم حالتها المتهالكة التي تعكس عدم وجود صيانة دورية لهذه البنية التحتية.
أما المسنون والمرضى، فيعيشون معاناة مضاعفة؛ فهم الفئة الأكثر حاجة لهذه الكراسي، لكنهم يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان مجبرين على الوقوف لفترات طويلة، يعانون من الإرهاق والألم، بينما تمر أمامهم الحافلات واحدة تلو الأخرى دون أن يجدوا مكانًا يريحون عليه أجسادهم المتعبة.
ومع تصاعد حالة الاستياء، بات هذا الموضوع محط اهتمام نشطاء المجتمع المحلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعبرون عن غضبهم من تدهور الخدمات الأساسية في الدار البيضاء.
ويعبر المواطنون عن استيائهم من إهمال الجهات المسؤولة، متسائلين عن الجدوى من إزالة هذه الكراسي التي كانت لسنوات طويلة توفر نوعًا من الراحة أثناء انتظار الحافلات، بل وتساءلوا عن المنطق الذي يقود مدينة كبيرة مثل الدار البيضاء – والتي يفترض أن تكون واجهة حضارية للبلد – إلى التخلي عن أحد أبسط الخدمات الضرورية في محطات الحافلات.