بقلم عبدالرحيم بخاش
في عالم التصوير، حيث تلتقي المهارة بالإبداع، يبرز سؤال محوري: من يحق له أن يتربع على عرش هذه المهنة؟ وكيف لأشخاص كانوا مجهولين بالأمس القريب أن يتحولوا فجأة إلى « أوصياء » يدّعون الخبرة والهيمنة على المجال؟
رحلة من النكرة إلى الهيمنة
ليس من الغريب أن يشهد المجال الفني بروز أسماء جديدة بين الفينة والأخرى، فهذا جزء طبيعي من تطور أي مهنة. لكن المثير للاستغراب هو الكيفية التي يتسلق بها بعضهم السلم، دون أن يحملوا في جعبتهم سوى شعارات جوفاء وادعاءات براقة.
هؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب بلا اسمٍ يُذكر، وبلا بصمةٍ واضحة، يظهرون اليوم وكأنهم « نجوم » التصوير، يحددون المعايير، ويصدرون الأحكام، بل ويتجرأون على فرض سيطرتهم على قطاع المصورين، وكأنهم ورثوا الحق الحصري لإبداع الصورة.
تتعدد الأسباب التي ساعدت هؤلاء على الوصول إلى هذا الموقع، منها:
التقليد والسطحية: كثيرون يبنون أسماءهم على تقليد الآخرين، مستغلين جماليات سطحية دون عمق فني أو رؤية إبداعية حقيقية او مستوى دراسي ويتكلمون عن الفوضى .
.
إذا نظرنا بتمعن إلى ما يقدمه هؤلاء، نجد أن أعمالهم تفتقر في كثير من الأحيان إلى الأصالة والإبداع . فهي مجرد نسخ مكررة، تخلو من الرسالة والتفرد الذي يجعل الصورة تنبض بالحياة. والأدهى أن بعضهم يكتفي بالتقنيات الحديثة والإعدادات الجاهزة، دون أن يتقن الأساسيات التي تُبنى عليها مهنة التصوير.
فالهيمنة التي يسعى إليها هؤلاء لا تتوقف عند تقديم أعمالهم المتواضعة، بل تمتد إلى محاولة تهميش المصورين الحقيقيين. فبدلاً من فتح المجال للمنافسة الشريفة والإبداع، نجدهم يسعون إلى الاستحواذ على الفرص، وفرض رؤيتهم القاصرة على المشهد الفني.
فهذه رسالة إلى النكرة المتسلقة
ان مهنة التصوير ليست سلعة تُباع وتُشترى، ولا هي لعبة علاقات وشهرة. هي حرفة تحتاج إلى صقل، وفنٌ يستلزم رؤية. فإن لم يكن في جعبتكم إلا الضجيج، فاعلموا أن الزمان كفيل بأن يعيد الأمور إلى نصابها، وأن الصورة الحقيقية لا تكذب، وستبقى هي الحَكَم النهائي.
نقول لهؤلاء: لا تغتروا بالوهم، فالزمن يمحص، والميدان يميز. التصوير فن، والفن لا يحتمل التزييف. احترموا المجال، وامنحوا الفرصة لمن يستحقها واوقفوا عدائكم على مهنة تدرس ولها اساسياتها وليس بالتبحليس والتطبال وتخراج العينين .