بقلم عبدالرحيم بخاش
فالجزائر تحت حكم الكابرانات: بين الوهم والواقع المرير
منذ الاستقلال، عُرف الشعب الجزائري بنضاله الكبير وتضحياته الجسيمة لتحرير وطنه من الاستعمار الفرنسي، ولكن ما إن تحقق الحلم حتى بدأت سلسلة من الصدمات التي جعلت هذا الشعب في حالة تساؤل دائم: هل استبدلنا مستعمرًا خارجيًا بآخر داخلي؟
فمنذ البداية، فرضت النخبة العسكرية سيطرتها على مفاصل الدولة، متجاهلة تطلعات الشعب نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن الكرامة والعدالة. سياسات الحكم العسكري جعلت الجزائر رهينة قرارات متخبطة، وأغلبها يدور حول قضايا مفتعلة ووهمية تهدف إلى إلهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية.
قضية الصحراء المغربية على سبيل المثال أصبحت سلاحًا بيد الكابرانات لإثارة المشاعر الوطنية وتوجيه أنظار الشعب نحو الخارج بدلًا من التركيز على الكوارث الداخلية: الفقر، البطالة، وغياب الخدمات الأساسية.
فاقتصاد: ثروة منهوبة وشعبٌ جائع في بلد يعتبر من أغنى دول إفريقيا بموارده الطبيعية كالنفط والغاز، مازال المواطن الجزائري يعيش في ظروف قاسية. أين تذهب أموال النفط؟ الجواب واضح: جيوب الكابرانات وأتباعهم. بدلًا من استثمار هذه الثروات في تحسين البنية التحتية والتعليم والصحة، اختار النظام التربح من مقدرات الشعب وتحويلها إلى أرصدة في البنوك الأجنبية.
الحرب الوهمية في قضية الصحراء المغربية
ما الهدف من الاستمرار في دعم البوليساريو بينما يعتبرها النظام « قضية مبدئية »، يعرف الجميع أنها مجرد ذريعة لإلهاء الشعب وإطالة أمد السيطرة العسكرية. أما بالنسبة للمواطن، فلا ماء ولا كهرباء ولا فرص عمل، بينما تُنفق أموال الشعب على تسليح مليشيات خارجية ودعم مشاريع لا نفع منها.
يحكم الكابرانات قبضتهم على وسائل الإعلام، فلا صوت يعلو فوق صوت النظام. الأصوات المعارضة تُقمَع، والمظاهرات الشعبية تُواجَه بالقمع والتشويه. كيف يمكن لشعب أن يُعبّر عن نفسه في ظل هذا القمع؟
فالجزائر تستحق الأفضل. شعبها الذي ضحّى بالغالي والنفيس لنيل الاستقلال لا يزال ينتظر تحقيق حلم الدولة العادلة التي تخدم مواطنيها بدلًا من مجموعة صغيرة من المنتفعين.
إن الخلاص يبدأ عندما يُدرك الشعب أن المشكلات الداخلية لن تُحل إلا بوعي جماعي وموقف حازم ضد النظام العسكري الذي يستغل قضاياه الوهمية لتأبيد سلطته.
والتاريخ علّمنا أن الشعوب قادرة على كسر القيود مهما طالت، وبالتأكيد، يوم الحساب قادم لا محالة.