ديربي الدار البيضاء: بين مجد التاريخ ومهزلة الحاضر

بقلم عبدالرحيم بخاش

الى من يهمهم الامر فوزي لقجع وبلقشور

لا شك أن ديربي الدار البيضاء بين الرجاء والوداد يعتبر واحدًا من أبرز الأحداث الكروية ليس فقط في المغرب، بل على مستوى العالم العربي والقارة الإفريقية. هذا الديربي الذي كان يُعرف بأجوائه الملتهبة داخل وخارج الملعب، وبحضور جماهيري يضفي سحرًا خاصًا على المباراة، أصبح اليوم عنوانًا للمهزلة وفقدان الاحترافية، وسط قرارات أثارت الكثير من الاستياء والتساؤلات
قرار إقامة مباراة بحجم وقيمة الديربي الكبير بدون حضور الجماهير هو بلا شك ضربة قاضية لروح الكرة المغربية. كيف يمكننا الحديث عن احترافية في الدوري ونحن نغلق أبواب الملاعب أمام الجماهير، التي هي القلب النابض لكرة القدم؟ جماهير الرجاء والوداد ليست مجرد مشجعين، بل هي عنصر أساسي يصنع الفارق، بحضورها وأهازيجها التي تشكل لوحة فنية تنقلها القنوات العالمية إلى ملايين المتابعين

وغياب الصحافة الوطنية: هل هو قمع أم محاولة إسكات؟
الصدمة الأخرى كانت في منع الصحافة الوطنية، وخاصة الصحفيين المهنيين، من حضور المباراة. هذا القرار يعد انتهاكًا واضحًا لحرية التعبير ومحاولة مكشوفة لإسكات الأصوات الناقدة. في وقت تسعى فيه الخطابات الملكية السامية إلى تعزيز حرية الإعلام ورفع مستواه، نرى قرارات تعود بنا إلى الوراء، تعزز الصحافة الفضائحية وتضيق الخناق على الصحافة المهنية التي تسعى إلى كشف الحقائق ونقل الصورة بوضوح

فالسؤال إلى أين تسير الكرة المغربية؟
لإن القرارات المرتجلة، مثل إقامة الديربي بدون جمهور ومنع الصحفيين، تسلط الضوء على أزمة عميقة في إدارة الكرة المغربية. هل نحن حقًا نطمح إلى دوري احترافي ينافس عالميًا، أم أننا ندور في حلقة مفرغة من التناقضات؟ إن الأصوات الجماهيرية التي تعالت بالتنديد من داخل المغرب وخارجه، هي شهادة واضحة على فشل هذه السياسات التي لا تمت للاحترافية بصلة

رسالة إلى المسؤولين
الكرة المغربية، التي طالما كانت مصدر فخر لكل مغربي، تستحق أفضل من هذا. إذا كان الهدف هو تطوير البطولة الوطنية، فلا يمكن تحقيق ذلك بتكميم الأفواه وقمع الجماهير. على المسؤولين أن يتذكروا أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي وسيلة لإبراز صورة البلاد للعالم، وقرارات كهذه لا تخدم سوى تراجع سمعة المغرب الكروية دوليًا وخصوصا الأموال الطائلة التي تخصص لها من المال العام
لإن التاريخ لن ينسى هذه المهزلة التي شوهت صورة أحد أعظم الديربيات في العالم. وإذا كان هناك من يعتقد أن القمع والتضييق يمكن أن يسكت الأصوات الحرة، فهو واهم. الجماهير والصحافة الوطنية ستظل على العهد، تدافع عن كرة القدم المغربية، وعن الحق في النقد البناء، مهما كلف ذلك من ثمن