بقلم عبدالرحيم بخاش
في خضم النقاشات التي تناولتها حول « بطاقة الملاعب »، وجدت نفسي أخصص وقتًا وجهدًا يفوقان حجم الموضوع وأهميته. صحيح أن الانتقادات التي وجهتها كانت نابعة من قناعة شخصية ومن حرصي على المصلحة العامة،والاختلاف رحمة ربما اكون قد اصبت أو أخطأت ولكن أدركت أن هناك قضايا وطنية أكبر وأعمق تتطلب تسليط الضوء عليها والعمل عليها بجدية
اليوم، أجد نفسي مضطرًا لتحويل بوصلة الاهتمام نحو موضوع أكثر خطورة وأهمية، ألا وهو التحركات الخبيثة التي تنتهجها الكابرانات الجزائرية ضد وطننا العزيز. لم تعد هذه التحركات تقتصر على السياسة التقليدية، بل تجاوزت إلى استخدام أدوات أكثر خبثًا، من « الدباب الإلكتروني » الذي يسعى لتشويه الحقائق وبث الفتن، إلى استغلال شعبها وإفقاره من أجل تغذية أوهام قضية وهمية لا وجود لها إلا في خيالهم
لقد تعمدت هذه الكابرانات خلق عدو خارجي مزيف، لإقناع شعبها بأن أمنهم القومي مهدد، في حين أن الهدف الحقيقي هو التغطية على سياساتهم الفاشلة وتهريب الأموال الطائلة التي يستفيد منها فقط قلة على حساب الملايين. هذه الاستراتيجية ليست جديدة في السياسة، ولكنها أصبحت أكثر وضوحًا في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في الجزائر
فالوحدة الوطنية واجبنا الأول لإن انشغالنا بقضايا هامشية مثل « بطاقة الملاعب »، رغم أهميتها، يجب ألا ينسينا واجبنا الأسمى: الدفاع عن وحدتنا الوطنية. فالمؤامرات التي تُحاك ضدنا ليست مجرد اختلافات سياسية بين الدول، بل هي محاولات ممنهجة لتقسيم صفوفنا وضرب استقرارنا
لهذا السبب، أؤمن أن المرحلة الحالية تتطلب منا جميعًا التكاتف والالتفاف حول الوطن، بغض النظر عن خلافاتنا الداخلية . يجب أن نكون صوتًا واحدًا في وجه هذه المؤامرات، وأن نستخدم كل الوسائل الممكنة، من التوعية إلى التصدي الإعلامي والدبلوماسي، لفضح هذه المخططات وكشف حقيقتها