الفيديرالية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب: خطوة نحو إعلام رياضي قوي وطموح

بقلم عبدالرحيم بخاش

في خطوة طال انتظارها لسنوات، تستعد أقوى الجمعيات الصحافية الرياضية المغربية للإعلان عن تأسيس فيدرالية وطنية للصحافة الرياضية، وذلك في مستهل الأسبوع المقبل. هذه المبادرة الطموحة تهدف إلى تعزيز حضور الصحافة الرياضية المغربية على الساحتين القارية والدولية، بما يواكب المكانة المرموقة التي أصبحت تحتلها الرياضة المغربية بفضل الإنجازات المتوالية في مختلف المحافل

نحو تنظيم أكثر فعالية واحترافية يأتي هذا المشروع بعد سنوات من الترقب والمطالبات المتزايدة بضرورة توحيد الجهود الإعلامية تحت مظلة واحدة. وتسعى الفيدرالية المرتقبة إلى هيكلة العمل الصحافي الرياضي وتنظيمه وفق معايير مهنية حديثة، مما سيسهم في تعزيز الأداء الإعلامي، سواء من حيث الجودة أو التأثير

ويتوقع أن تتيح هذه الفيدرالية منصة موحدة لتبادل الخبرات والتجارب بين الصحافيين الرياضيين، بالإضافة إلى تحسين شروط ممارسة المهنة وحماية حقوق الصحفيين، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها المجال الإعلامي مع هيمنة التكنولوجيا الرقمية وتزايد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

الأهداف والتطلعات

تضع الفيدرالية نصب أعينها عدة أهداف استراتيجية، أبرزها: تطوير الخطاب الصحافي الرياضي: من خلال الالتزام بالموضوعية والمهنية، وتجنب الخطاب التحريضي أو غير المسؤول تكوين الصحفيين الشباب: بتوفير دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في مجال الإعلام الرياضي، ما يتيح جيلاً جديداً من الصحفيين المؤهلين

تعزيز الحضور المغربي دولياً: عبر توحيد الجهود الإعلامية المغربية في تغطية التظاهرات الدولية، مما يعزز صورة المغرب كدولة رائدة رياضياً وإعلامياً

تأمين حقوق الصحفيين: من خلال وضع إطار قانوني ومهني يحمي الصحفيين الرياضيين، سواء من الناحية المادية أو المعنوية.

فرغم التطلعات الكبيرة، تواجه الفيدرالية المرتقبة عدة تحديات أبرزها كيفية توحيد الرؤى بين مختلف الجمعيات الصحافية التي قد تختلف في مقارباتها وأولوياتها. كما أن ضمان الاستقلالية والحيادية في العمل الإعلامي يبقى رهاناً مهماً في ظل وجود ضغوطات من بعض الأطراف

تأسيس هذه الفيدرالية يعكس وعياً متزايداً بأهمية الإعلام الرياضي كقوة مؤثرة في المجتمع، ليس فقط من حيث نقل الأخبار، بل أيضاً في تشكيل الوعي الرياضي ودعم القيم النبيلة التي تسعى الرياضة إلى غرسها. ومع التزام الجمعيات الصحافية بالعمل الجماعي، يبدو أن الصحافة الرياضية المغربية على أعتاب مرحلة جديدة من الاحترافية والإشعاع الدولي

فتأسيس الفيدرالية المرتقبة خطوة نوعية في مسار الإعلام الرياضي المغربي. وسيكون نجاح هذا المشروع مرهوناً بمدى قدرة الأطراف المعنية على تجاوز الخلافات وتوحيد الرؤية لخدمة المصلحة العامة، وجعل الصحافة الرياضية المغربية مثالاً يُحتذى به على المستوى الإقليمي والدولي