الدرك الملكي: العين التي لا تنام في قلب المدينة الاقتصادية – الدار البيضاء

بقلم عبدالرحيم بخاش


الدرك الملكي: العين التي لا تنام في قلب المدينة الاقتصادية – الدار البيضاء

في مدينة لا تهدأ، حيث تدب الحياة ليلًا ونهارًا، تقف فرقة الدرك الملكي كالسد المنيع أمام كل من تسوّل له نفسه زعزعة الأمن أو المساس بحياة المواطنين. إنها العين التي لا تنام، وخصوصًا في مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، التي تعرف كثافة سكانية عالية وحركية اقتصادية نشيطة تجعلها قبلة لكل شرائح المجتمع… لكنها في نفس الوقت، ساحة مفتوحة لتحديات أمنية جسيمة.

الدار البيضاء، بحجمها، ونشاطها، وتنوعها، تُعد من أكثر المدن المغربية التي تعرف ارتفاعًا في معدلات الجريمة، مما يُلقي بثقل المسؤولية على عاتق رجال الدرك الملكي. ورغم الصعوبات والتحديات، يظلون صامدين، يعملون بصمت وتفانٍ لا يُقدَّر بثمن.

إنسانية قبل كل شيء

ما يميز رجال الدرك الملكي ليس فقط انضباطهم واستعدادهم الدائم للتدخل، بل أيضًا البعد الإنساني في عملهم. فهم لا يسهرون فقط لحفظ النظام، بل لحماية الأرواح، ومساعدة المحتاج، وطمأنة المواطن، وتقديم يد العون في الحوادث، والكوارث، والحالات الإنسانية الحرجة.

وراء كل مهمة، هناك تضحية. وهناك قادة جهويون ومسؤولون محليون لا يغمض لهم جفن. فهم يُشرفون بشكل مباشر على كل تفاصيل العمليات الميدانية، ويتحملون المسؤولية كاملة، لأن كل خطأ، مهما بدا بسيطًا، قد تكون له تبعات كبيرة. ورغم هذا الضغط الهائل، فإنهم يواصلون الليل بالنهار، دون أن يسعوا للثناء أو الاعتراف.

رجال في الظل… يستحقون النور

هؤلاء الرجال لا يبحثون عن الأضواء، ولكن واجبنا كمجتمع أن نسلّط الضوء على مجهوداتهم، ونشيد بتضحياتهم. فهم درع المدينة وطمأنينتها، لا يطلبون مقابلًا غير الأمن والاستقرار للوطن والمواطن.

فلنرفع القبعة لهؤلاء الجنود، الذين يجسّدون حقًا شعار: « الله، الوطن، الملك »، ويبرهنون كل يوم أن الدرك الملكي هو العمود الفقري للأمن والاستقرار في المغرب، وخصوصًا في الدار البيضاء، القلب النابض للمملكة.