الجزائر بلماضي هو السبب

عاد رئيس اتحاد كرة القدم الجزائري وليد صادي، لفتح دفاتره القديمة مع المدير الفني السابق للمنتخب جمال بلماضي، وذلك في دفاع المسؤول البارز عن المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، معتقدا أن الطاقة السلبية التي كانت مسيطرة على غرفة خلع الملابس في الفترة الماضية، تسببت بشكل أو بآخر في جزء من معاناة المدرب السويسري في بداية مغامرته مع ثعالب الصحراء.

وكان المدرب الملقب بـ “سبيشال وان” القارة السمراء، قد أُقيل من منصبه في القيادة الفنية لمنتخب بلاده، بعد ما عُرف إعلاميا وفي عالم “السوشيال ميديا” بالإخفاق الدولي الثالث على التوالي، بالإقصاء مرتين من بطولة كأس الأمم الأفريقية، وبينهما خسر فاصلة مونديال كأس العالم 2022 أمام المنتخب الكاميروني، الذي كان يعيش أتعس أيامه تحت قيادة مدربه السابق سونغ، وحدث ذلك بقرار أحادي من قبل الرئيس صادي، الذي بادر بإعلان نهاية رحلة المدرب الأربعيني مع المنتخب في أكثر من منشور في مختلف حساباته الموثقة في مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ تلك اللحظة، أخذت العلاقة بين صادي وبلماضي منحى آخر، وكانت البداية بتجاهل المدرب دعوة اتحاد الكرة، لمناقشة أسباب الإخفاق الأفريقي والاتفاق على الصيغة النهائية لفك العقد الممتد بين الطرفين لغاية منتصف العام 2026، ثم بانعزاله عن عالم الأضواء والشهرة، من خلال الالتزام بمقر إقامته المفضل في العاصمة القطرية الدوحة للشهر الرابع على التوالي، دون أن يتوصل إلى مسافة قريبة في المباحثات مع مسؤولي اتحاد الكرة لإنهاء عقده بالتراضي.

وبعد فترة من الهدوء، عاد وليد صادي، لتوجيه رسائل النقد وإلقاء اللوم المبطنة إلى بلماضي، وذلك في رده على سؤال الإذاعة الجزائرية حول أسباب تأخر صحوة بيتكوفيتش مع المنتخب، قائلا نقلا عن منصة “عين الرياضية”: “إن سقف طموحات المنتخب كان ولا يزال عاليا، والخسارة أمام غينيا كانت مؤلمة بالنسبة لنا أداء ونتيجة، لكن لا يجب أن ننسى أننا نعاني من تبعات الفترة الماضية والنكبات الكثيرة التي تعرضنا لها في السنوات الماضية، وهو ما أثّر سلبا على اللاعبين وجعلهم يعانون نفسيا”، في إشارة واضحة إلى تأثر بيتكوفيتش ومشروعه من المشاكل التي بلغت ذروتها في نهاية حقبة بلماضي.

وختم دفاعه عن المدرب الجديد “بيتكوفيتش يعمل على ترسيخ طريقة عمل جديدة ونهج تكتيكي جديد، ولكن الرسالة لم تصل كاملة للاعبين حتى الآن، وهذا أمر طبيعي باعتبار أن ذلك يبقى في حاجة إلى وقت. لكن لحسن الحظ تمكنا من تدارك الخسارة أمام غينيا بالفوز على أوغندا في كامبالا، وحافظنا على مصيرنا بين أيدينا في سباق التأهل للمونديال. وبالنسبة لبيتكوفيتش، فقد درب منتخب سويسرا في 88 مباراة، ولم يحقق نتائج إيجابية إلا بفضل الاستقرار وتركه يعمل، وهو ما نريده في الجزائر أيضا”.

من جهة أخرى، سُئل عن الغموض الكبير حول مستقبل بعض أفراد الحرس القديم مثل رياض محرز وإسلام سليماني ويوسف بلايلي، فكانت إجابته “هناك مدرب وجهاز فني نثق في خياراته وأفكاره وفلسفته، حتى الآن نحن لا نتدخل في الخيارات الفنية والفردية، ربما قلتها وبكل صراحة؛ موضوع بلايلي ومحرز عرف لغطا واسعا بسبب سوء فهم، وأؤكد مرة أخرى بأنه لا توجد قضية اسمها محرز وبلايلي أو سليماني، كل ما في الأمر أن المدرب يتابع كل اللاعبين وله الحرية المطلقة في خياراته”.

ومعروف أن المدرب بيتكوفيتش، تعرض لانتقادات لاذعة بعد الهزيمة الصادمة التي مني بها المنتخب أمام ضيفه الغيني في موقعة “نيلسون مانديلا”، التي انتهت بفوز الضيوف بهدفين مقابل هدف لحساب الجولة الثالثة لتصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026، قبل أن يستعيد توازنه بفضل الانتصار المظفر الذي تحقق خارج القواعد على حساب أوغندا بنتيجة 2-1، ليحافظ منتخب الخضر على مكانه في صدارة مجموعته برصيد 9 نقاط، بفارق الأهداف فقط عن منتخب موزامبيق، ثم تأتي بيتسوانا وأوغندا وغينيا في المراكز التالية بنفس الرصيد 6 نقاط، ويتبعهم المنتخب الصومالي في المركز الأخير بدون نقاط في 4 مباريات

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *