السوق السوداء تهدد “كان المغرب 2025” مخاطر تنظيمية وجامعة لقجع مطالَبة بتدابير صارمة لحماية التظاهرة

مع اقتراب انطلاق كأس إفريقيا للأمم التي تستضيفها بلادنا صيف 2025، ترتفع التحذيرات من انتشار السوق السوداء لتذاكر المباريات، وهي الظاهرة التي رافقت العديد من التظاهرات الرياضية الكبرى وأثرت على صورتها وسمعتها، كما حصل خلال كأس العالم بقطر 2022 ونهائي دوري الأبطال في باريس 2022.
وتشير تجارب دولية عديدة إلى أن السوق السوداء لا تقتصر على المضاربة في الأسعار، و لكنها تتحول إلى تهديد حقيقي للتنظيم والأمن وجودة التجربة الجماهيرية.و
وفق خبراء التنظيم الرياضي، فإن تداول التذاكر في السوق السوداء يفضي إلى عدة إشكالات بارزة، منها
ـ حرمان الجمهور الحقيقي من متابعة المباريات
التلاعب في التذاكر يجعل آلاف المشجعين عاجزين عن الحصول عليها عبر القنوات الرسمية، وهو ما ظهر بوضوح خلال بعض مباريات كأس العالم في روسيا وقطر، حيث اشتكى المشجعون من استحواذ مضاربين على عدد كبير من التذاكر.

و قد يسبب
انتشار التذاكر المزورة في اكتظاظ وفوضى عند بوابات الدخول، كما حدث في نهائي دوري الأبطال بفرنسا 2022، وهو خطر قد يمتد إلى سلامة الجماهير في مباريات ذات كثافة جماهيرية كبيرة.و هناك
تضارب الأسعار وانتشار الوسطاء غير القانونيين يضر بسمعة البلاد في تنظيم تظاهرة قارية كبرى ينتظرها العالم، خاصة وأن الكان هذه المرة سيعرف حضوراً قياسياً لجماهير دولية.
السوق السوداء تعطي انطباعاً بأن آليات بيع التذاكر غير شفافة، وأن أطرافاً تستفيد على حساب الجمهور، وهو ما قد يخلق احتقاناً وضغطاً غير مرغوب فيه.للتذكير فهناك
تجارب عالمية نجحت في القضاء على الظاهرة
قطر ـ كأس العالم 2022
اعتمدت نظام تذاكر رقمي مرتبط بالهوية، ومنعت تحويل التذاكر خارج المنصة الرسمية، وفرضت عقوبات مالية كبيرة والسجن على المتورطين.
النتيجة: اختفاء شبه كامل للسوق السوداء.
روسيا ـ كأس العالم 2018
اعتماد بطاقة المشجع (FAN ID) جعل بيع التذاكر خارج القنوات الرسمية شبه مستحيل.
فرنسا ـ اليورو 2016
تم توقيف عشرات الشبكات الإجرامية بفضل التنسيق بين الشرطة الإلكترونية واللجان المنظمة.و السؤال الذي يفرض نفسه قبل هءه الملحمة الوطنية
ما الذي يجب أن تقوم به الجامعة برئاسة فوزي لقجع؟
استناداً إلى هذه التجارب الدولية، يبدو أن أمام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مجموعة من الإجراءات الحاسمة للحد من الظاهرة:
ـ اعتماد التذاكر الرقمية المؤمنة ، وكذلك
كل تذكرة تحمل QR غير قابل للاستنساخ، ومربوطة بهوية الشاري (بطاقة وطنية ـ جواز سفر ـ رقم هاتف).
،ـ إطلاق منصة رسمية لإعادة البيع
هذه الخطوة تحرم السوق السوداء من أهم مصدر أرباحها، وتسمح للجمهور بتحويل التذاكر قانونياً وبأسعار مضبوطة.
ـ تفعيل “الشرطة الرقمية” من خلال
مراقبة مجموعات واتساب وصفحات فيسبوك ومنصات أخرى، وتعقب الحسابات التي تبيع التذاكر بشكل غير قانوني، وإحالتها على النيابة العامة.و
، اعتماد نظام بطاقة المشجع
وهي عبارة عن بطاقة إلكترونية مرتبطة بالتذكرة تسمح فقط لصاحبها بالدخول للملاعب، وتحد من أي تلاعب.
ـ تشديد العقوبات و هي عبارة عن
غرامات مالية مرتفعة، لمنع المتورطين من دخول الملاعب، و تكون هناك حملات توعية واسعة.
يُجمع خبراء التنظيم أن نجاح “كان المغرب 2025” سيكون رهينًا بقدرة المنظومة الرياضية على التحكم في آليات بيع التذاكر وتحصينها من المضاربين. فإذا تم اعتماد الإجراءات السابقة بصرامة ـ كما فعلت قطر وروسيا ـ فإن المغرب قادر على تقديم نسخة تاريخية تُبهر إفريقيا والعالم، وتضمن تجربة جماهيرية آمنة وعادلة.