أب يفقد أربعة من أفراد أسرته في فاجعة فاس رواية موجعة لآخر اللحظات تحت الأنقاض

لا تزال فاجعة انهيار البنايتين بمدينة فاس تُخلّف صدمات إنسانية عميقة، كان أبرزها قصة رجل نجا بأعجوبة فيما فقد أربعة من أحبّته دفعة واحدة، بينهم ابنتاه وحفيدته وابنه الشاب الذي كان يستعد لبدء مساره العسكري.

الأب، ويدعى محمد، يروي تفاصيل تلك الليلة التي تحوّل فيها دفء البيت إلى مأساة. يقول بنبرة يطغى عليها الألم: «كنا مجتمعين كأسرة في لحظات هادئة، والزوجة كانت تُعدّ العشاء، قبل أن نسمع صوتًا غريبًا يصدر من أحد الجدران». لم يكن أحد يتوقع أن ذلك الصوت كان بداية انهيار كامل.

ويسترجع محمد ما حدث قائلاً: «نزلت رفقة أبنائي عبر الدرج لأستطلع ما يجري، وكان ابني يتقدمنا. وما إن اقترب من باب المنزل حتى سقط السقف أمامه فجأة. وبعد ثوانٍ وجدت نفسي محاصرًا بالكامل تحت الركام، لا أرى شيئًا، ولا أستطيع سوى الصراخ».

وبحسب روايته، ظلّ يصارع الحجارة والتراب بيديه منتظرًا وصول فرق الإنقاذ، التي تمكنت بعد محاولات صعبة من تحديد مكانه وإخراجه من تحت الأنقاض.

لكن صدمة النجاة كانت أشد قسوة. فقد اكتشف محمد أنّ ابنته و شقيقتها وحفيدته قد فارقن الحياة، كما لقي ابنه الشاب حتفه هو الآخر، تاركًا والديه وحدهما يواجهان مرارة الفقد. يقول الأب بصوت متحشرج: «لم ينجُ أحد من أولادي… ولم يبقَ سوى أنا وزوجتي. هذا قدر الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

هذه القصة ليست سوى واحدة من صور الحزن التي رافقت هذه الكارثة التي ارتفع عدد ضحاياها إلى 22 وفاة، فيما تُرجّح المعطيات الأولية أن السبب يعود إلى مخالفة رخصة البناء، حيث سُمح بطابقين فقط بينما تم تشييد أربعة طوابق فوق الأساس الأصلي.

وتواصل السلطات التحقيق لتحديد الأسباب التقنية الدقيقة، فيما يظلّ صوت هذا الأب المكلوم شاهدًا على مأساة إنسانية لن تُمحى بسهولة.

ركزوا على نوعية القضبان الحديدية

هل ستتحمّل نوعيةُ القضبان تشييدَ أربعةِ طوابق سكنية؟