أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد

أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
الدولية للإعلام بقلم بخاش عبد الرحيم

مرت سنة على تعيين حُكومة جراد، التي قيل عنها الكثير، حُكومة فشلت في مواضع ونجحت في أُخرى، فأول شيء يلفت النظر وأنت تتحدث عنها هو ذاك العدد الكبير من الوزراء والوزيرات في عهد التقشف ونُقص السُيولة، كان الأحسن لو تم تقليصهم، ودمج بعض الوزارات مع بعضها البعض، حتى تستفيد الخزينة من رواتبهم المُرتفعة ، فالمفروض في هذه الأزمة لو خُفض راتب الوزراء وكل المسؤولين بمُختلف مناصبهم، وعوض الملايين التي يتلقونها، لما لا نُساوي بينهم وبين المُواطن البسيط، حينها صدقوني لن يترشح لمنصب وزير أو أي منصب سام إلا الوطني الحقيقي الخائف على وطنه وأبنائه.
فوزير الصيد البحري لا يعرفه نصف الجزائريين، قليل الظُهور، قطاعه لم يعرف تطورا لا بالأمس ولا اليوم، فالسمك مازال مُرتفع والأسباب الحقيقية وراء ذلك تبقى غامضة، ظرُوُف عمل الصيادين في تدهور ولا تُبشر بالخير، سُفن تقليدية لا تحتوي على لاسلكيات إتصال، ووسائل متطورة لمُجابهة أي خطر، تربية المائيات التي من المفروض أنها تُساهم في الدخل الوطني تُعاني ،نفس الشيء لوزير السينيماتوغرافية والإنتاج الثقافي ،فالفن السابع في بلادنا في تدهور، الدُول تستفيد من أفلامها السينمائية، وتُروج لها عالميا من خلال المُسابقات والمهرجانات العالمية، في حين نحن ما زلنا نٌعاني من إنعدام القاعات والمرافق وغيرها من المشاكل التي يعرفها السيد” سحيري” بإعتباره كان فنانا ومن من الوسط ولولا بعض المُبادرات الشبابية والفردية من بعض الشباب، لما رُفع إسمنا في المحافل الدُولية، فنحن بحاجة لمُراجعة فورية لبعض القوانين، وإعادة بعث بعض المهرجانات بما يتناسب والوضعية المالية للبلاد، ففي رأي أن دمج الوزارتين مهم جدا في هذه الفترة، لكي لا تتداخل المهام بين الوزيرين.
الحصيلة المُقدمة بعد سنة من تعينهم لم تكن إيجابية، فنحن مازلنا نُعاني من إرتفاع أسعار المواد الغذائية، رغم المجهودات الجبارة التي يقوم بها وزير التجارة الأُستاذ النشيط المُثابر، السيد “كمال رزيق”، الذي للأمانة مُقارنة بوزراء أخرين يُعتبر مُجتهد، وجاد في عمله، لكن المُضاربين ومُحترفي السرقة لم يتركوه يُواصل ويعمل بإجتهاد، كُل يوم يفتعلون مُشكل وأزمة لربح الوقت والضغط على الدولة لتلبية رغباتهم، وزير البريد كل يوم يخرج علينا بحكاية، ويعدنا بحل مُشكلة السُيُولة، فللصبر حُدود سيدي والمُواطن لن يتحمل أكثر، فأن ننتظر في طابورات طويلة وطويلة ثُم يُقال لنا لا سُيولة ، فهذا صعب جدا وخاصة للمواطن الذي يعتمد على راتبه لقضاء حوائجه ، ونتمنى أن يُحل المُشكل في أقرب فُرصة لنتمكن من مُمارسة حياتنا بشكل عادي، ومُشكلة الإنترنت التي مازلنا نُعاني منها، فكيف يا سيدي ندخل الرقمنة من الباب الواسع مع هذا التدفق البطيء والمُنعدم في بعض المناطق. وزيرا التربية والتعليم هما الحلقة الأهم في هذه التشكيلة، فتحمل مسؤولية قطاعين يلعبان دورا كبيرا في تقدم المُجتمع والدُول يفرض على مسؤوليهما أن يكونا أكثر صرامة مع النقابات، وأكثر جدية في حل مشاكل الأساتذة وخاصة السكن والراتب الذي لا يكفي.
فيا سيدي وزير التربية قطاعك سيلتهب إن لم تجد حلا لمُشكل المُستخلفين والمتقاعدين، خريجوا المدارس العُليا الذين وجدوا أنفسهم في بطالة، كذلك سيثورون إذا لم تلتزم الوزارة بتعهدها وتُشغلهم بعد التخرج، تطوير التعليم عن بُعد والإهتمام به لمُجابهة أي ظرف في المُستقبل وغيرها من المشاكل التي تنتظر حلا سريعا لكي لا تفيض القطرة من الكأس، التعليم العالي كذلك في تدهور ومُستوى الجامعة في رأي الشخصي من السيئ للأسوأ، فالبحث العلمي في خطر ولا يُعمل به ولم يُقدم نتائج إيجابية لحد الساعة، وإنتفاضة للأساتذة ستكون إذا ما واصل المسؤولون غض البصر والصمت إتجاه عديد القضايا المصيرية كالسكن، والآمن، والبيروقراطية التي وصلت للجامعة بشقيها الإداري والعلمي، أما السيدة بن دودة فنحن تكلمنا عنها كثيرا كمسؤولة عن قطاع يتميز بكثير من المشاكل والحساسية، فالثقافة كذلك هي صورة مُشرفة للجزائر إذا ما أُهتم بها، لكن يا سيدتي لحد الآن مشاكل الفنانين، والكتاب، والسرقات مازالت العُنوان المُميز لثقافتنا في 2020، وحديثنا عن بعض الوزراء بالأسماء، لا يعني أن الآخرين غير معنيين، بالعكس فمادام موجود في القائمة فأنت معني بطريقة وأُخرى.
فما يُميز هذه الحُكومة هو أنها حُكومة كفاءات، يعني ما شاء الله كل مُنتسبيها مُثقفين وأصحاب شهادات، فئة الشباب غلبت على كبار السن، وهذا ما تختلف عنه الحكومات السابقة الذي كان التعين فيها على أُسس كثيرة من بينها الولاء و الإنتماء لفئة المُجاهدين والمشاركين في الثورة،، وقليل ما كُنا نسمع عن شخصية شابة تُعين أنذاك، لكن المُشكل ليس في الشهادة والدرجة العلمية، فالخبرة السياسية مُهمة جدا للتعامل مع مُختلف القضايا، وهنا أتذكر قضية شدت الجميع في إستفتاء الدُستور الأخير، بطلتها السيدة كوثر كريكو وزيرة التضامن، فمن المفروض وقتها أن تأخذ الورقتين معا وأقصد نعم ولا، ولكنها فضلت ورقة نعم لوحدها، وهنا الحنكة السياسية والخبرة تلعبان دورا مُهما ،صحيح أن كل واحد مسؤول عن تصرفه وحُر في إبداء رأيه، لكنها كانت الوحيدة التي قامت بهذا ، فنحن نعرف أنك مع الدُستور، بإعتبارك جُزء من الهيئة التنفيذية، لكن لما الجهر بذلك وتعريض نفسك للقيل والقال، وأنت المُحامية ودارسة القانون، السيدة “بسمة عزوار” والتي ضُرب بها المثل في الماضي لدفاعها عن المُواطنين كبرلمانية جريئة وحادة التعامل، لم نعد نسمع صرختها، السيد “بُوقادوم” وزير الخارجية فهو قائم بالواجب وزيادة، حنكته وبلاغته في مُناقشة عديد القضايا وخاصة التي تهم الأمن الخارجي جذبت الأنظار إليه، هذا بالإضافة لإتقانه أكثر من لُغة، فمن تعلم لُغة قوم آمن شرهم، وزير العمل الذي لحد الساعة لم يجد حلا لمُشكل الإدماج القُنبلة الموقوتة القابلة للإنفجار في أي لحظة، وكذلك مصادر تسديد معاشات المُتقاعدين بعد نُقص السيولة في الصُندوق الوطني للتقاعد، وقضية البطالة التي إرتفعت وبشكل كبير في بلدنا بسبب نُقص عُرُوض العمل من القطاع الخاص الذي تضرر كثيرا من الكُورونا، فالشركات الخاصة تلعب دورا كبيرا في تشغيل الشباب وإمتصاص البطالة بعد عجز الدولة عن توليها هذه المُهمة بنفسها.
فهل سيفعلها الرئيس ويُغير ويقطع بعض الرُؤوس التي لم تُقدم شيئا للدولة وللمواطن، وهو الذي قال في أحد خطاباته أن الحُكُومة فيها وعليها، هل سيحدث تغيير قريب ، كما فعلها مع وزير النقل، أم أنه سيتريث ويُعطيهم فُرصة أُخرى لعل وعسى، لأنها جاءت في ظُرُوف صعبة وإستثنائية زادها الكُورونا تعقيدا، فالتركة التي تركتها الماضية ثقيلة وكبيرة، لا يُمكن حلُها بسُهولة، على كل حال الكُرة الآن في ملعب الرئيس الذي يملك كل الصلاحيات لتغيير الطاقم الحكومي، فلننتظر عودة سيادته سالما غانما ونرى ماذا سيفعل، هل سيصبر على من وضع ثقته فيهم، وإختارهم ليُطبقوا برنامجه، أم أنه سيُعطي الفرصة لآخرين جُدد، وهل سيستطيع القادم الجديد في أي وزارة تحسين الأمور، ففي رأي أن المُشكل أعمق من هذا، فكم هي عدد الحُكُومات التي تعاقبت على الجزائر من الإستقلال لوقتنا هذا، كُلُها قدمت خطابا ديماغوجيا، وعجنت وتلاعبت بالكلمات، وكل رئيس يأتي يُعين على مقاسه ما يُناسبه للظرف والوضع الذي تمر به البلاد، وفي مرات تُفرض عليه أسماء همها خدمة الآخر، على كل حال لكل من إجتهد وفشل في تحقيق شيئ في حُكُومة السيد جراد نقول له شُكرا، فالنية الخالصة والصادقة لا يعلمها إلا الله، وتناولنا لأسماء لا يعني أن الأخرى أحسن، ولكن لكل مُجتهد نصيب، كما الفاشل أيضا، ورأينا يحتمل الصح كما الخطأ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *