الحاج خالد عوفي
عبّرت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، عن سعادتها الكبيرة بالتقدم الذي تشهده المدينة في مجموعة من المشاريع التنموية الكبرى، التي تهدف إلى تغيير وجه العاصمة الاقتصادية للمملكة.
ووسط زخم الأشغال المكثفة التي تشهدها العاصمة الاقتصادية، توجهت الرميلي إلى الساكنة البيضاوية برسالة اعتذار عن الإزعاج المؤقت قائلة: « كنقول للبيضاويين اسمحوا لينا على الأشغال الكثيرة اللي كاينة فالمدينة ».
وتحدثت الرميلي، خلال استضافتها في برنامج تلفزيوني على القناة الثانية، بتفاؤل وإيجابية عن الأشغال الجارية، موضحة أنها ليست مجرد عمليات عابرة أو عشوائية، بل إنها جزء من برنامج شامل يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية للمدينة، وجعلها جاهزة لاستقبال التحديات المستقبلية.
وذكرت العمدة أنها نفسها من أبناء الدار البيضاء، وعايشت مختلف التحولات التي عرفتها المدينة على مدار السنوات، ما يجعلها شديدة الحرص على تحقيق تطلعات سكانها وتحسين جودة الحياة في المدينة التي ترعرعت فيها.
وأشارت الرميلي إلى أن المجلس الجماعي عمل على تقليص مدة الأشغال قدر الإمكان، على سبيل المثال مشروع تهيئة شارع الزرقطوني، الذي كان من المفترض أن يستمر لمدة 8 أشهر، تم ضغطه ليكتمل في 5 أشهر فقط، حيث يجري حالياً وضع الرتوشات النهائية.
وأضافت أن هذا التوجه يأتي انطلاقاً من الالتزام بتقليص حدة الازدحام والتأثيرات السلبية التي قد تنجم عن طول فترة الأشغال، مؤكدة في الوقت ذاته أن المجلس يلتزم بدفتر تحملات يهدف إلى تحقيق التوازن بين تحسين البنية التحتية والحد من الإزعاج للساكنة.
وأوضحت العمدة أن أحد أبرز التحديات التي يعمل المجلس على معالجتها هو إشكالية التنسيق بين الجهات المتدخلة، حيث كان الأمر في السابق يتسبب في الكثير من العرقلة نتيجة عدم التنسيق بين الجهات التي تقوم بأعمال الحفر والتطوير.
لكنها اليوم أكدت أن هناك رؤية شمولية تنظم هذه العمليات، حيث تعمل جميع الأطراف بشكل متكامل لتجنب الازدواجية والتكرار، وتوفير بيئة عمل أكثر فاعلية.
كما أكدت أن المجلس الجماعي يضع في صميم أولوياته الحد من ظاهرة احتلال الملك العمومي، وخصوصاً الأرصفة، التي تعاني من استغلال غير قانوني من طرف بعض المحلات والمقاهي.
وأبرزت أن المرحلة المقبلة ستشهد إجراءات صارمة لمراقبة احتلال الملك العمومي، حيث ستعتمد المدينة على الشرطة الإدارية لفرض النظام، وإنزال عقوبات على المخالفين لضمان عودة الأرصفة للمشاة.
وأشادت الرميلي بالجهود الكبيرة التي يبذلها والي جهة الدارالبيضاء-سطات، محمد مهيدية، الذي وصفته بأنه يعمل ليل نهار بلا كلل، مؤكدة أن التعاون بين المجلس الجماعي والوالي يتم بروح الفريق الواحد وبتصور مشترك للمستقبل.
وتابعت رئيسة المجلس الجماعي، أن البرنامج الذي تم تقديمه للسيد الوالي لقي دعماً كبيراً من جانبه، وتم الشروع في تنفيذه بشكل متسارع، حيث يهدف الجميع إلى تحقيق نقلة نوعية للمدينة، خدمةً لسكانها وطموحاتهم.
هذا التعاون المثمر، بحسب الرميلي، يعكس حالة من الانسجام بين مختلف الأطراف، ما يضع الدار البيضاء على المسار الصحيح للاستعداد لاستضافة فعاليات رياضية عالمية، ككأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وهو ما يجعل من تحسين البنية التحتية أمراً أساسياً يتطلب العمل الجاد والتخطيط المحكم.