بقلم عبدالرحيم بخاش
د حان الوقت لمحاربة ناشري التفاهة والسفاهة
في عصرٍ تتسارع فيه وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، باتت التفاهة والسفاهة أدوات تُستخدم بشكلٍ متعمد لملء العقول بما لا ينفع، وإلهاء الشباب عن القضايا الجوهرية التي تهم حياتهم ومستقبل مجتمعاتهم. أصبحنا نرى المحتويات التافهة تنتشر كالنار في الهشيم، تُروَّج لها بشكلٍ كبير وتجذب ملايين المتابعين، بينما المحتوى الثقافي والتعليمي يُترك في الزاوية، بعيدًا عن الأنظار.
والتفاهة هي الأداة الاخطر لإضعاف المجتمعات
لإن نشر التفاهة ليس مجرد صدفة أو ظاهرة اجتماعية عابرة، بل هو جزء من استراتيجية تهدف إلى إضعاف وعي الشباب وصرفهم عن القضايا التي تساهم في نضجهم الفكري والاجتماعي. فعندما يُملأ وقتهم بمحتويات سطحية، يصبح من الصعب عليهم التركيز على القيم، العلم، والتطوير الذاتي. وبهذا تُنشأ أجيال تهتم بالترفيه أكثر مما تهتم بالمسؤولية الاجتماعية أو النهوض بالمجتمع
كيف تسهم التفاهة في الحرب ضد الإسلام؟
الإسلام يدعو إلى العلم، العمل، والنهوض بالمجتمعات، وهذه القيم تتناقض مع محتويات التفاهة التي تشجع الكسل، اللهو، والانشغال بالسطحيات. وعندما تصبح التفاهة هي المحور الرئيسي للمحتوى، يتم تهميش القيم الإسلامية واستبدالها بعادات وقيم لا تخدم المجتمعات المسلمة. بالتالي، يصبح من الأسهل نشر الجهل، وتشويه الفكر، وإبعاد الشباب عن الدين وأهدافه السامية.
إن محاربة التفاهة والسفاهة ليست مهمة سهلة، لكنها ضرورة مُلحّة للحفاظ على هوية المجتمعات وأخلاقها وقيمها. إن استعادة الوعي وبناء جيل واعٍ يُدرك أهمية العلم والثقافة هو الخطوة الأولى في مواجهة هذا الطوفان من المحتوى التافه الذي يُهدد بتفريغ العقول من أي قيمة حقيقية