
في سياق يتميز بتنامي الاهتمام بالحقوق الإنسانية للمعتقلين، سُمح اليوم الثلاثاء، للمعتقل ناصر الزفزافي، القابع حاليًا بالمؤسسة السجنية بطنجة، بزيارة والده، السيد أحمد الزفزافي، الذي يخضع للعلاج الكيميائي بمدينة الحسيمة، إثر إصابته بمرض السرطان.
وتأتي هذه الزيارة، التي تُعد الثانية من نوعها منذ تدهور الوضع الصحي لوالده، في إطار المقاربة الإنسانية المعتمدة من قبل السلطات المغربية، والتي تراعي البُعد الاجتماعي والروحي للعلاقات الأسرية، لا سيما في الظروف الصحية الحرجة.
وقد انتقل ناصر الزفزافي خصيصًا من سجن طنجة إلى مدينة الحسيمة، في خطوة تعكس مرونة تدبير المؤسسة السجنية للحالات الخاصة ذات الطابع الإنساني، انسجامًا مع ما تنص عليه المواثيق الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قواعد نيلسون مانديلا الخاصة بمعاملة السجناء.
يُذكر أن ناصر الزفزافي يقضي حُكمًا بالسجن لمدة عشرين سنة، صادرًا في أعقاب الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها منطقة الريف سنة 2017، وقد قضى منها إلى حدود اليوم ما يُقارب ثماني سنوات.
وفي ظل هذه التطورات، تُجدد أسرة الزفزافي، إلى جانب عدد من الفاعلين الحقوقيين والمدنيين، نداءها بتمكين المعتقلين على خلفية حراك الريف من عفو ملكي كريم، يعكس روح المصالحة الوطنية والتوجه الإنساني للمؤسسة الملكية، ويُمكن من طي صفحة مؤلمة من تاريخ العلاقة بين الدولة والمنطقة.
إن هذه الخطوة، من حيث رمزيتها ودلالاتها، تندرج ضمن السياق الأوسع الذي يعكس حرص المملكة المغربية على ترسيخ نموذج متقدم في مجال حقوق الإنسان، يقوم على احترام الكرامة، وصيانة الروابط الأسرية، ومراعاة البُعد الإنساني في تدبير الملفات ذات الطبيعة الخاصة.
كما تجدد هذه الواقعة التأكيد على أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يواصل السير بثبات في مسار تعزيز الحقوق والحريات، وترسيخ العدالة الاجتماعية، بما يعزز مكانته كدولة مؤسسات، تحترم التزاماتها الدستورية والدولية في المجال الحقوقي.
