بقلم عبدالرحيم بخاش

رابحة فتح النور: امرأة بألف رجل، عنوان للعدل والهيبة في المحمدية
في زمنٍ عزّ فيه الوفاء، وقلّت فيه النماذج المشرفة، تبرز امرأة شقت طريقها في صمت، ولكن بصلابة وقوة جعلت من اسمها رمزًا للهيبة والعدل، للرصانة والرقي، إنها الأستاذة رابحة فتح النور، وكيلة الملك بالمحكمة الابتدائية للمحمدية، امرأة تحمل من اسمها نصيبًا، ففتحها للحق نورٌ في زمن التباس العدالة، ونورها في الميدان القضائي مشعّ لا تطفئه العواصف.
ليست كباقي النساء، بل هي امرأة بألف رجل. لا لأن العدد معيار، ولكن لأن الحضور والطلة والقرار أقوى من أي وصف. تمشي بثقة، لا تتعثر في خطواتها، فهي تعرف طريقها جيدًا: طريق الإنصاف، طريق الحق، طريق الوطن.
في الأناقة رسمت لنفسها أسلوبًا فريدًا، لا يكمن فقط في هندامها، بل في هندسة كلامها، في سلاسة تعبيرها، وفي وقار موقفها. أما الخطة والصرامة، فهما رفيقا دربها، لا تتهاون حين يتعلق الأمر بكرامة المظلوم، ولا تتراجع حين يستغيث صاحب حق. فمكتبها ليس مجرد فضاء إداري، بل منارة للعدل، تضيء للمحتاجين طريقهم، وتفتح لهم أبواب الثقة في مؤسسة القضاء.
الرشاقة هنا ليست جسدية فقط، بل هي رشاقة فكر، وليونة عقل، ودقة تدبير. تعرف متى تصمت لتفهم، ومتى تتكلم لتوجّه، ومتى تقسو لتُصلح، ومتى ترأف لتُقوّم. تلك هي ميزة الكبار… ميزة من نذروا أنفسهم لقضايا الناس دون انتظار مقابل أو تصفيق.
لم تعد مدينة المحمدية وحدها تتحدث عنها، فقد تجاوز صداها الأسوار والحدود. حديث الناس عنها ليس إشاعة عابرة، بل شهادة صدق من قلوب آمنت بعدالة مواقفها وحنكة تدبيرها. فكل من طرق بابها، وجد صدرًا رحبًا وأذنًا صاغية وعدلاً قائمًا.
إنها رابحة لا فقط بالاسم، بل بالفعل، فتاريخها القضائي لا يعرف إلا الانتصارات للحق، والانتصار على التخاذل، والانتصار للمرأة المغربية العاملة، التي أثبتت أن المناصب لا تُصنع بالألقاب بل بالمواقف.
ختامًا، نقول:
يا سيدة الحزم والعدل،
يا من اختارت أن تكون شعلة لا تنطفئ في درب العدالة،
لكِ منا كل التحية والتقدير، فأمثالكِ قليلون،
ومن كانت مثلك… لا تُنسى، بل تُخلّد.
تحية لكِ يا رابحة فتح النور،
فأنتِ من جعل النور عنوانًا للقضاء، والهيبة حُلةً للمرأة المغربية في أبهى صورها.
