
لطالما كانت منطقة تيزي نتاست، على المحور الرابط بين مراكش وتارودانت، عنوانًا لجمال الطبيعة، وفي الوقت نفسه، مسرحًا لمعاناة متجددة مع كل فيضان. فمع كل موسم مطر، كانت السيول الجارفة تقطع الطريق، وتُبقي السكان في عزلة تامة، مما يعطل حياتهم اليومية ويشكل خطرًا حقيقيًا على سلامتهم،
فبعد الكارثة الطبيعية الأخيرة، لم تقتصر استجابة وزارة التجهيز والماء على مجرد إصلاح ما تم تدميره. بل اتجهت نحو حل جذري، بدأ بإنجاز وتوسعة الطريق انطلاقًا من جهة تارودانت. هذا المقطع الجديد لم يكن مجرد طريق بديل، بل كان شريان حياة أُعيد ضخه إلى المنطقة، حيث سمح بمرور الإمدادات الأساسية وأنقذ الوضع من التفاقم.حيث
تعتبر هذه الخطوة الأولية بمثابة حجر الزاوية لمشروع أكبر يهدف إلى ضمان استدامة الطريق. فقد بات من الضروري، وفي إطار التفكير المستقبلي، بناء قناطر فوق الأودية ومسارات السيول التي تتسبب في قطع الطريق بشكل متكرر. هذه القناطر ليست مجرد منشآت هندسية، بل هي ضمانة لسلامة المواطنين، وحماية للبنية التحتية، وحل نهائي للعزلة التي عانت منها المنطقة لعقود، كما
إن أهمية هذا المشروع لا تقتصر على الجانب الأمني فقط. فالطريق الموسعة، المدعومة بالبنية التحتية القوية، تفتح آفاقًا واسعة للتنمية المحلية. ستسهل حركة تنقل السكان وتجارتهم، وستعزز من وصول المنتجات المحلية إلى الأسواق، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل جديدة،
كما أن هذا المشروع سيحول منطقة تيزي نتاست من مجرد ممر جبلي إلى وجهة سياحية بامتياز. فمع ضمان استمرارية الطريق، سيصبح بإمكان الزوار والسياح استكشاف جمال المنطقة دون قلق، مما سيعود بالنفع على الجميع ويجعل من تيزي نتاست نموذجًا ناجحًا في تحويل التحديات الطبيعية إلى فرص تنموية.
