رحلة العودة: فروسية ، تأمل، وانتصار على الزمان

بعد غياب دام 39 عاماً عن حلبات الفروسية الدولية، كانت العودة للأمير مولاي هشام إلى مدينة فالكنسفارد الهولندية بمثابة قفزة في الزمن، ولكن هذه المرة بوعي أكبر وإدراك أعمق. لم تكن المنافسة مجرد سباق، بل كانت رحلة شخصية، أثبتت أن النجاح ليس حكراً على القوة البدنية أو شباب الجسم، بل هو نتاج توازن بين العزيمة الذهنية والتجربة المتراكمة،

من منصة شرفية في « توبس أرينا »، كانت العيون تتابع المنافسين، ليس فقط من منظور المتسابق، بل من منظور المتأمل. فكل حركة، وكل قفزة، كانت تحمل دروساً مستفادة. هذا التأمل، الذي غاب عن تجارب الشباب، عاد ليصبح عنصراً محورياً في هذه العودة. وعندما حان وقت معاينة المطاف، كانت الخبرة حاضرة لتكمل المشهد، خاصة مع وجود رفيق الأمير السيد أمين اليزيدي، الذي أضاف بعمق معرفته قيمة لا تقدر بثمن لهذه التجربة.

ومع اقتراب لحظة الانطلاق، كانت مشاعر حماس المشاركة تتداخل لدى مولاي هشام ، رهبة الترقب، وشغف العودة. على صهوة الحصان، لم يكن هدفه الفوز فقط، بل كان

إثباته القدرة على العودة والمنافسة بكرامة. كانت جولة « غلوبال تور في فالكنسفارد » رائعة بكل المقاييس، حيث توجت جهوده للعودة بتحقيق المركزين الثاني عشر والعاشر. التي قد تبدو مراكز بسيطة للبعض، لكنها كانت بالنسبة له بمثابة فوز حقيقي، خاصة بعد غياب طويل.

هذا الإنجاز، الذي نتج عنه 112 يورو من التعويض، الذي ليس مجرد مبلغ مالي. بل ثمرة صبر وجهد، ورمز للانتصار على الزمان. كما تمكن رفيقه أمين، من تحقيق إنجازا حصد به 215 يورو باحتلاله المركزين الثامن والعاشر، الذي يجسد روح التنافس الشريف والإنجاز المشترك. وكما كتب مولاي هشام « إنجاز يكفينا لوجبة غداء لذيذة في طريقنا نحو مشاركتنا المقبلة بالقرب من بروكسل ». وهي عبارة تلخص جوهر التجربة: انتصارات صغيرة ولكنها ذات معنى عميق، وتغذي الشغف لمواصلة المسيرة، مهما كانت محطات التوقف طويلة.